الجمعة، 6 مارس 2009


"لعنة الفراعنة" عنوان كتاب معروف جدا لكاتبي المفضل "أنيس منصور" ،كان واضح من كل القصص اللي في الكتاب ده ان انيس منصور مصدق فعلا ان فيه حاجة اسمها لعنة الفراعنة ... انا عن نفسي مش مصدقة ان اللي حصللي في تالت ايام الرحلة كان تفسيره "لعنة الفراعنة" ... اصل الفراعنة دول كانوا طيبين و في حالهم .. هيعملوا لعنة ليه ؟؟و حتى لو في لعنة ... اشمعنى انا ؟؟

ابتدينا برنامج زيارات الاقصر ... و طبعا كان اول و اهم حاجة .. وادي الملوك ... ووادي الملوك ده موجود في "البر الغربي" وهو عبارة عن مقابر الملوك .. و طبعا موجود في البر الغربي عشان الشمس بتغرب هناك .. رمزا لانتهاء الحياة ...

نسيت اقول ان مايكل في اليوم اللي قبلها نبه علينا ان محدش يبعد عن بقيت المجموعة عشان في اعتقاد سائد في الصعيد ان عشان مقبرة تتفتح لازم يدبحوا على بابها انسان .. و بما ان الناس اللي بيعملوا القربان ده مش هيعرفوا يخطفوا شاب طول بعرض ففي الغالب بيخطفوا بنت و يدبحوها ... ربنا يبشره بالخير ... المهم اكد تاني على نفس الموضوع في الطريق لوادي الملوك ...

وادي الملوك منطقة جبلية .. من برة مافيهاش اي حاجة غير جبال و رمال ..المفروض التذكرة لدخول تلت مقابر بس (اجمل تلت مقابر) مش فيهم مقبرة توت عنخ (اشهر مقبرة لأنها المقبرة الوحيدة الكاملة )و عرفت بعدين ان دخول المقبرة دي لوحدها ب 150 جنيه... المقبرة الأولى مقبرة سيتي الثاني ... و مايكل كان واضح انه من اعداء المرأة فقاللنا ان كلمة "ست" يعنى المرأة جاية من "سيتي" اله الشر عند المصريين القدماء... ما علينا ...و مقبرة تانية مش فاكرة اسمها .. و مقبرة "تحتمس الثالث"... طبعا مش فاكرة او بمعنى اصح مش فاهمة معنى الرموز اللي شفتها في المقابر .. بس اهم حاجة " الألوان" اكثر من رائعة كأنها لسة مرسومة من كام سنة بس ...

البصمة الكبيرة لوادي الملوك في نفسي تركتها مقبرة جدو "تحتمس الثالث" الله يسامحه... سيادته مش لاقي حتى يدفن في غير في عمق الجبل ... يعني جبل بتطلعله بسلم طويل .. مواصفات السلم : طوييل ، شبه عمودي ،و ده يخوف اكثر، في فراغات واسعة بين درجاته و ده يخوف اكثر واكثر، و الدرابزين بتاعه عبارة عن حبل بس وده يخوف اكثر واكثر واكثر، ومع حد عنده فوبيا من الارتفاعات زي حالاتي.. الموضوع كان مأساة ... الحمد لله وصلت للقمة من غير ما اقع (طبعا ما بصتش تحت رجلي وانا طالعة والا كان زماني مش بكتب الكلام ده دلوقتي).... و جاءت الصدمة .. المفروض انزل الي طلعته ده بس جوة الجبل .. يعني كأنه بركان كدة ... تسلقته من برة و نزلت نفس المسافة بس جوة ...فضلت انزل وانزل .. كنت حاسسة اني بتخنق .. بس حب الاستطلاع ... ابتديت ادوخ .. مش مهم ... وصلت ... الحجرة الرئيسية في المقبرة كانت مليانة ناس .. كله بيسحب اكسجين و مفيش تجديد لأن احنا في عمق الجبل .. حسيت بنفس احساس حد لما تحط وشه تحت المية .. بتخنق .. لا انا بموت فعلا ... جريت بسرعة وحاولت اطلع بسرعة ..على السلم سمعت صوت جاي من بعييييد " مالك؟؟ امسكي نفسك يا ..." فتحت عيني لقيت وشوش كتير .. وسقف المقبرة ... وهواء .. هوااااء ... كل اللي كنت عايزاه ساعتها اني اتنفس ... بنتنفس 12-20مرة في الدقيقة ومش حاسسين بقيمة النعمة ... ركزت شوية ... ايه اللي بيحصل ده ؟ انا بايني كدة مرمية على الأرض ؟؟.... حاولت اقوم ... و بعد محاولات خرجوني من القبرة .. و ابتدت نفس الماساه .. النزول على السلم المرعب ... منك لله يا جدو "تحتمس"

مشينا من وادي الملوك ورحنا على معبد حتشبسوت و بعدين رحنا مصنع "الالاباستر" ... الالباستر ده حجر شفاف الى حد ما بيصنعوا منه تحف و اواني وهكذا .. الجميل ان في شحاتين كتير اوي جنب المصنع بيشحتوا بطريقة مبتكرة جدا.. يجوا ادامك و من غير ولا كلمة يحطوا في ايدك قطعة الاباستر من الجبل و يمشوا ... فيبقى ادامك حل من اتنين يا تحدفهم بيها و هم ماشيين يا تجري وراهم وتديهم اللي فيه النصيب و في الغالب بتعمل التانية لأن حالتهم يرثى لها فعلا ... و كمان الالاباستر حجر رقيق جدا في شكله ..

رجعنا النايل كروزو اتغدينا ونزلنا تاني عشان نروح عرض الصوت و الضوء بمعبد الكرنك ... معبد الكرنك معبد كبير جدا و فيه صالة اعمدة هائلة ... وكان مقر عبادة "آمون" -ستغفر الله العظيم - و فيه تمثال ل"جعران" دايما تلاقي الناس من كل الجنسيات بتلف حواليه 10 لفات ... سألنا و عرفنا ان الاسطورة بتقول ان اللي تلف حواليه 7 لفات تتجوز و 3 لفات تحمل ... طبعا لفينا عشان ناخد بركة الجعران ... لعل وعسى ..

عرض الصوت و ضوء كان جميل ولو انه كان بالعربية الفصحى اللي بترعقل موضوع الفهم عندي وهو اصلا معرقل ..

و انتهى اليوم التالت ... وروحنا بعد ما لفينا شوية في سوق الأقصرواحنا نفسنا بكرة مايجيش .. عشان بكرة كان هيبقى اخر يوم ..

السبت، 21 فبراير 2009


صحيت .. مش فاكرة كانت الساعة كام ... تقريبا قبل الفجر بشوية ... فتحت ستارة الشباك .. بصيت... الشمس لسة مطلعتش .. ضوء خافت ... و مية النيل بتجري تحت السفينة .. او السفينة بتجري فوق مية النيل ... الضفة المقابلة للشباك نخل ... بيوت ... تلال ... كنت فاكرة اننا في الطريق للأقصر... بس عرفت بعدين لما السفينة وقفت و طلعت على سطحها .. اننا هنقف شوية في " ادفو " عشان نزور معبد ادفو ... و بعدين هنكمل بقيت اليوم في النيل في الطريق من "ادفو " ل " الأقصر " .... كان يومها يوم ال valentine ... لبست في اليوم ده ايشارب احمر ( بالصدفة طبعا ) و للمفاجأة لقيت 2 كمان من صاحباتي لابسين ايشاربات حمراء ... و كان شكلنا تحفة ... لدرجة ان واحدة من السياح في معبد ادفو قالتلنا ... I like alll your stuff ..you are colorfull

معلومات سريعة عن معبد ادفو : اكتر حاجة مشهور بيها تمثال " حورس" ابن ايزيس و اوزوريس .. و هو على شكل طائر مش عارفة نسر وللا صقر ... و حاجة كمان ان المعبد ده كان مغمور شبه كليا بالطمي ... الا الجزء القريب من السقف ... فكان العرب الرحالة بيدخلوا من الفتحات القريبة من السقف و يباتوا فيها و كانوا بيقولوا عليها " كهوف القدماء" و مكانوش يعرفوا ان دي اعلى جزء من مداخل المعبد .. و لما كانوا بيشعلوا نيران جوا الكهوف دي الدخان كان بيلون السقف بلون اسود عشان كدة ممكن تحس ان سقف المعبد محروق ... الجميل اوي ان بعض رسومات المعبد لسة محتفظة بالوانها ... تأملت الألوان كتييير ... و سرحت ... و تخيلت جدي الفرعوني اللي لون الرسومات دي ... يا ترى كان متخيل انها هتفضل كل الوقت ده .. دخلنا اودة مرسوم على جدرانها مراحل تصنيع ال perfume ... يا روقانهم ... من اول اختيار النبات اللي هيستخلصوا منه ال perfume لحد صناعة ازازة ال perfume بشكل يليق بصاحب السمو ... الفرعون طبعا ...

رجعنا للسفينة و بدأت تتحرك ... و بقيت اليوم كنا احنا و النيل و بس ... متعة لا توصف .. اللي يشوف النيل في الأقصر و أسوان استحالة يتخيل انه تكملة النيل اللي في القاهرة ... النيل في القاهرة - على رأي شخص ما - ترعة كبيرة ...

طلعنا كلنا فوق على سطح الفينة ... استعدادا لقضاء يوم نيلي جميل ... قالولنا الساعة 1 و نص هنعدي على الهاويس ... و سرعان ما انتشرت الاشاعات حول الهاويس ... كل واحد يفتي فتوى ... لدرجة انها وصلت في الآخر ل أن " الهاويس ده حاجة بيتحس ما بيتشافش" ... مش عارفة كانوا متخيلينه عفريت وللا ايه ... و الهاويس بكل بساطة هو عبارة عن بوابة بتعدي منها السفينة بين مستويين مختلفين من مياة النيل ... ووظيفة الهاويس انه يحاول يعادل بين المستويين بحيث ان السفينة متنزلش فجأة ... لا أكثر ولا اقل ...( في الصورة )

بعد المغرب بشوية السفينة وصلت الأقصر ، و رست ادام معبد الأقصر بالظبط ... معبد مليان اعمدة منورة بالليل و اعتقد كان فيه مسلة ... انتهى اليوم ببارتي في ال "]Disco" اللي قلبوه عشان خاطرنا " جلابية بارتي" و قدموا فيها cake و شاي بدل الفودكا و الويسكي اللي متعودين يقدموه للسياح ... و نمنا ... و مكنتش اعرف ان اليوم التالي هيكون اليوم اللي اكون فيه احدى ضحايا لعنة الفراعنة ...

انتظرونا في الجزء الثالث

الجمعة، 20 فبراير 2009


كنت خايفة اوي ، يمكن عشان دي ابعد مسافة بعدتها عن بيتنا ، او يمكن عشان اول مرة اركب قطر ( للأمانة ركبت مرة قطر من" منوف "ل "دنشواي" زمااااان اوي و مش فاكرة اي تفاصيل ) ، او يمكن عشان بخاف من المجهول بشكل عام ... و مع ذلك قررت اسافر .... حب الاستطلاع ده اقوى من اي حاجة حتى من الخوف ... كان نفسي اشوف أسوان و الأقصر ... لفترة اعتقدت ان تركيا اجمل بلد في الدنيا (تأثير مسلسل نور).. بس دلوقتي ... ممكن اقول بكل ثقة ان مصر اجمل بلد في الدنيا ..

ركبنا قطر الساعة 9 و نص من محطة مصر و كانت فترة سفر طويلة حوال 15 ساعة من القاهرة ل اسوان ، قضيناها بين التهييس و السكون و التأمل ... مقدرتش اشوف حاجة من شباك القطار لأن الدنيا كانت ضلمة ... كنت بفكر مع كل محطة يقف فيها القطر في الخريطة ... اعدين ننزل و ننزل في الخريطة .... ياااااه معقول هروح عند اخر الخريطة !!! .. ليا ملحوظة على مستوى الخدمة في سكك حديد مصر ... سيئة جدا ... مش عارفة ليه... فكرت ان ده ممكن يكون بسبب اننا راكبين درجة تانية ... لكن واحنا في طريق العودة تسللنا للدرجة الاولى عشان نشحن موبايلاتنا ... و مفيش اي فرق بين الاتنين غير ان الدرجة الأولى في ستاير على الشباك و كراسيها متغطية بقماش مش بجلد ... بس... اه و في فرق كمان طبعا .. ان فيها كهربا عشان الشحن ...

اشرقت شمس صباح اليوم التالي و احنا لسة في الطريق ... بدأت البشاير تهل ... فأشجار الموز و قصب السكر بدأت تكتر على الطريق و البشرة الداكنة تصبح داكنة اكثر و اكثر .... هيييييييييه قربنا من اسوان ... افراد الرحلة اتجمعوا على حجرة تغيير الملابس عشان يغيروا الهدوم الشتوي التي مكفيتناش من برد الليل القارس بملابس صيفيةمناسبة لجو اسوان ... مغيرتش هدومي مع ان كان معايا هدوم صيفي .. كسلت .. و ندمت بعد كدة جدااااااااا.. لأن الجو في اسوان تقريبا صيف طول السنة الصبح ... و شتا طول السنة بليل ...

و صلنا قبل الظهربشوية و سيبنا شنطنا اادام محطة اسوانو ركبنا اتوبيسات شركة السياحة المنظمة للرحلةعشان تاخدنا للزيارات المحددة في برنامج اليوم الأول .... بمجرد ان ركبنا و استقرينا في كراسينا سمعنا صوت المرشد السياحي المسئول و هو بيرحب بينا ... كان شاب اقصري ( من الأقصر ) ظريف جدا اسمه ( مايكل محارب) اسمر اللون صعيدي الملامح و اللهجة ... و كانت لهجته مليانة الفاظ مضحكة ( بالنسبة لنا طبعا ) و مازلنا بنقولها على سبيل الهزار حتى بعد ما رجعنا من الرحلة ... قاللنا ان اتوبيسنا Bus 1 هيفضل اتوبيسنا طول الرحلة و ان هو هيفضل ال tour guide بتاعنا طول الرحلة .. و تسهيلا هيسمينا " مجموعة تحتمس " عشان لما يحب ينادي علينا في الرحلة و كان دايما شايل عصايا ملفوف عليها ثعبان يرفعهاعشان نشوفه و نمشي وراه في الزحمة ..

رغم ان كلنا كنا عايزين نروح الأول الفندق العائم او ال Nile cruise زي ما كنا بنقول عشان نستريح من السفر ... الى ان الوقت لم يسمح فبدأنا بالزيارات فور و صولنا ...

بدأنا بالسد العالي ... و في الطريق من محطة اسوان للسد العالي مايكل قاللنا على معلومات ممتعة و قيمة جدا عن السد و اد ايه هو ثروة قومية و تحفة هندسية ... نزلنا خدنا كام صورة في السريع جنب السد و ركبنا الباص تاني ... و طلعنا على " معبد فيلة " ... و بما اني مليش في التاريخ و الآثار اوي فكنت مركزة اكتر في جمال الطبيعة حوالين الجزيرة اللي عليها المعبد ... معلومة صغيرة عن المعابد الفرعونية : في اي معبد فرعوني بيقى في باب في الأول و باب في الأخر ، و البابين بيبقوا على خط مستقيم بحيث تقدر تشوف الباب البعيد من الباب القريب ، و بيسموا الباب البعيد " قدس الأقداس " ، الا في معبد فيلة مينفعش تشوف " قدس الأقداس "من مدخل المعبد ، لأ ن الجزيرة اللي عليها المعبد حاليا ( جزيرة اليجيكا ) اصغر من الجزيرة اللي كان عليها المعبد اساسا ( جزيرة انس الوجود ) و بالتالي اضطروه يتنوا الخط المستقيم اللي بين البابين عشان الجزيرة تكفي المعبد ...

نرجع مرجوعنا ، برضه خدنا شوية صور هناك و سمعنا بعض شرح الاساطير المصرية القديمة ، و ركبنا الباص تاني و طلعنا على مكان اسمه حديقة النباتات ، و دي حديقة على ربوة تطل على النيل بمراكبه الشراعية و من وراه شريط اخضر ضيق و بعدها تلال رملية ... منظر غاية في الروعة (المنظر اللي في الصورة ) ... سبحان الله ... و الحديقة دي انشأها احد الملوك ( احد احفاد محمد علي بس مش فاكرة مين ) و جمع فيها اشجار من كل انحاء العالم ، و ما زالت من الاماكن الرئيسية التي يقصدها دارسو علم النباتات ... بعد جولة قصيرة فيها ... ركبنا الباص الى الفندق العائم ... كان اسمه Nile Treasure... كنت اتوق لرؤية السرير بعد هذا اليوم الشاق ... سفر 15 ساعة و بعدين جولة للسد و معبد فيلة و جزيرة النباتات في يوم واحد ... اتغدينا و استريحنا قليلا ... و بعدها كان في free tour ذهبنا فيها الي سوق اسوان ... و قابلنا هناك فتاة اسوانية اسمها "سارة" بترسم الحنة ...عمري ما رسمت حنة على ايدي قبل كدة ... اشمعنى دي اللي مش هجربها .. جربت ... و يا ريتني ما جربت ... طريقة رسم الحنة : الحنة موجودة في حاجة عاملة زي الأداه اللي بيرسموا بيها بالكريم شانتيه على التورتة ( مش عارفة اسمها ايه ) و بترسم الرسمة اللي بتختارها من الكتالوج ... الحنة سودا لكن بنقعد فترة لحد ما تنشف و تقشر و تسيب مكانها لون برتقالي او بني فاتح ، بعدها بتحط ماء اكسجين عشان يتفاعل و يدي اللون الاسود المعروف ،اول ما حطت مية الأكسجين على ايدي بدا ال " هرش " ... و اخذ يتطور و يتطور ... سألتها .. فقالت بكل اطمئنان: عادي ... عادي ايه يا بنتي انا ايدي باظت ؟ ... كررت : عادي ، قلت ماشي يمكن عادي وانا اللي مش واخدة بالي ، شوية و بدأت بعد النقط البيضاء الصغيرة تظهر على يداي ، قلت لأ كدة الموضوع شكله contact dermatitis مش هكدب الطب و اصدق ال " عادي " بتاعها ده ... رحت اقرب صيدلية و اشتريت منها " betaderm و قبل ما اوصل الفندق عشان احط الكريم كانت خفت .. عندها حق ... عادي ....

بعد انتهاء ال shopping رجعنا اتعشينا و قبل ما ننام بشوية حسينا السفينة بتتهز ... ملحوظة : حجرتي كانت في اول دور من السفينة من تحت ، او بمعنى اخر اقرب دور من المية ، تصور اودة المنظر من شباكها بيتغير كل يوم ، لأ كل ساعة ، مش شباك اودتي دي اللي المنظر منها هو هو من ساعة ما اتولدت ، المنظر من شباك الغرفة اول يوم : النيل ، و على الضفة الأخرى مقابر فرعونية محاطة بالنخيل و مضاءة بالليل اضاءة خافتة ...

بدأت السفينة تسير و كنت اعلم بالتأكيد ان اخر منظر رأيته من شباك الغرفة لن يكون موجودا في الصباح ...

انتظروا الجزء التاني

السبت، 24 يناير 2009

دولة بلا حدود ..ولا قيود


لفت انتباهي عنوان هذا الكتاب بلا شك ... فهو يشمل اسم شئ مثير بات جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ... ذلك هو ال facebook ...

ذلك الموقع الذي قام بانشائه طالب من جامعة Harvard لا يتجاوز عمره ال 19 عاما ... و اصبح اللآن من اكثر المواقع شهرة ان لم يكن اشهرها على الاطلاق ..

هذا الكتاب هو " دولة ال facebook" اعداد و تحرير(محمد علي البسيوني) ... يا ترى ماذا يقصد ب "دولة الفيس بوك " ؟ ... هل سيتحدث عن امريكا و يتطرق الى ابعاد سياسية فلا اشتري هذا الكتاب ؟؟ ... ام سيتحدث عن تلك الظاهرة و تأثيرها على مجتمعنا و خاصة الشباب فأشتريه ؟ ... كان يبدو من الملخص الذي على ظهر الغلاف انه اقرب الى الافتراض الثاني فاشتريته .... و اكتشفت انه عبارة عن مجرد عرض لاهم و اكثر الأفكار انتشارا علي "جروبات " الفيس البوك ... و هو عرض موضوعي جدا ... حيث لم يبدي الكاتب رأيه في اي من الموضوعات التي عرضها ... بل ترك الحكم للقارئ الذي سرعان ما سيكتشف ان هذا الموقع قد اثر بشكل واضح جدا على مجتمعنا المصري و العربي سلبا و ايجابا .. ...

و كان اول كتاب اقرأه يعتمد على مجرد العرض الموضوعي للواقع و ترك الحكم للقارئ هو كتاب "تاكسي" تأليف خالد الخميسي... الذي كان عبارة عن حوارات دارت بين الكاتب و بين بعض سائقي التاكسي ... و لو ان صيغة الحوار اضفت بعضا من روح الكاتب على الافكار ...

اعجبتني الفكرة طبعا ... و خاصة بعد ان وجد الكثير من ال "الجروبات " التي انتمي اليها على ال facebook ... ووجدت بعض المقالات و المشاركات لأشخاص اعرفهم شخصيا بل و اصدقاء ...

يرى البعض ان اي افكار تنشر على مواقع ال انترنت المختلفة او اعلى الماسنجرات .. ما هي الا افكار في "العالم الافتراضي" ... و ان الشباب مؤسسي تلك الجروبات على الفيس بوك لم يجدوا لهم دورا على ارض الواقع ... فراحو يبحثون عن دور في " العالم الافتراضي " ...و لكن لماذا لا ننظر للموضوع على ان الشباب لا يجدون الحرية في التعبير عن ارائهم على ارض الواقع ولا الوسائل المناسبة لهذا التعبير .... فاضطروا ان يسافروا لدولة اكثر حرية .. اكثر انفتاحا .. دولة بلا حدود .. و بلا قيود .. "دولة ال facebook "...

لم انتهي بعد من قراءة الكتاب ... وانوي ان اكتب لكم بعض المختارات منه في مواضيع تستحق النقاش .. على مدونتي .. او على الجروبات الاساسية على الفيس بوك ...

الخميس، 1 يناير 2009

تعاطفك وحده ...


ليه قال سيدنا محمد (ص)" إن مثل المؤمنين في تعاطفهم و تراحمهم و توادهم كمثل الجسدالواحد اذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "؟

يعني ليه ذكر تأثر كل الجسم سلبا بالعضو المريض (الحمى و السهر) و مذكرش دفاع الجسم عن العضو ده وده بيحصل فعلا ؟

دار السؤال ده في

مخي وأنا بفكرفي المأساة اللي بيعيشها الاسلام و العروبة .. ولقيت له اجابة : هي أن الحديث مش بيدور عن الدفاع عن العضو و انما عن التعاطف .. المشاركة ..

الحديث ده بيقوللنا على اقل حاجة ممكن نعملها لما حد مننا يشتكي.. التعاطف .. و هوده مش حاجة سهلة زي ما الناس فكرة .. كتيرنسمع : تعاطفك وحده لا يكفي .. بقى التعاطف عملة نادرة لدرجة اننا ممكن نقول.. تعاطفك وحده يكفي

يعني الجهاد وتخلينا عنه .. كمان مش قادرين نتعاطف ؟؟

التعاطف مش انك تزعل لما تسمع خبر وحش .. غلط غلط ..التعاطف يعني انك تعيش المأساة اللي اخوك عايشها .. انك تتكسف تفرح و هو حزين .. تتكسف تستمتع بحياتك و هو بيضحي بحياته ..

في بداية العام الجديد .. فرحة و تهاني و Happy new year و اتفاقات على سهر و خروجات .. ازاي يعني ؟؟

أنا .. مثلا ..أسوء مثال على ذلك .. وقفت ادام تلاجة البيبسي باحاول جاهدة ان اقفلها من غير ما اخد حاجة منها .. مقدرتش غير بعد ما ناس وقفين جنبي قالو بصوت عالي " المقاطعة يا دكتورة " .. حطيت الكان في مكانه و قفلت .. كان البيبسي بقى أقوى مني ..

أنا .. تاني .. أسوء مثال على ذلك .. قدمت على رحلة للأقصر و أسوان .. و بدعي ربنا ان صراعي مع نفسي ينتهي في اسرع وقت بهزيمة نفسي الامارة بالسوء .. ازاي عايزة اروح رحلة?? ازاي ليا نفس اصلا ؟؟

أنا .. تالت .. أسوء مثال على ذلك .. قررت يوما ان أشارك اخواني في غزة انقطاع الغاز و مصادر الطاقة عنهم فعزمت اني مش هشرب اي مشروب ساخن في اليوم ده حتى لو كنت هتجمد .. و مع أول رائحة كبتشينو بندق .. فقدت الوعي وما فوقتش الا لماخلصت الكوباية.. مش عارفين نسيب اهيف الحاجات هنعرف نجاهد? .. فعلا اللي يعرف ينتصر على نفسه يعرف يعمل اي حاجة تاني بعد كدة ..

يارب اعنا على ان نغير ما بأنفسنا حتى تغير ما بنا .. يا رب لو مش قادرين نبقى ايد واحدة ساعدنا اننا نبقى قلب واحد ..

الجمعة، 21 نوفمبر 2008

افتقدك ايتها الطبيعة


يا بخت الانسان البدائي ..

بحسده بجد .. كل حاجة في حياته كانت اكيد جميلة .. اكتر حاجة بحسده عليها انه كان بيمشي حافي في الشارع ..

انا زهقت من كل حاجة حوالينا .. المواصلات بعوادمها و ازعاجها .. الكمبيوتر ب(مسنجره ) ب (فيس بوكه) .. الكلية بكتبها و مذاكرتها .. التليفزيون برخامته و رزالته و كدبه .. الموبايل بمسداته و مسجاته .. الهدوم بألوانها وموديلاتها .. المولات و الكافيهات بمنيوهاتها و ديكوراتها و اضاءتها .. زهقت

عايزة ارجع لأمي ..الطبيعة كما خلقها الله سبحانه و تعالى .. وانام في حضنها .. و اشكيلها من حياتنا اليومية المزعجة

نفسي في حاجات كتير متحققش منها غير حاجة واحدة .. ده كان في شتاء السنة اللي فاتت .. حققت حلم من احلامي بالطبيعة .. وقفت على شاطئ مش واقف عليه حد غيري .. انا و الرمل و البحر و الشمس و بس .. كان في بيوت و شاليهات على بعد امتار قليلة و لكني تجاهلتهم ..عشان مفتكرش اللي عمله الانسان الشرير في الطبيعة الجميلة النقية ..

في جزء من الطبيعة الجميلة جوا كل حد .. بس مبيعرفش يطلعه لأن الناس هتقول عليه مجنون .. و هو ده السبب ان باقي احلامي بالطبيعة مش هتتحقق .. مش هجيب شجاعة كافية اني اعيش الطبيعة اللي جوايا .. هو ده السبب في اني بحسد الانسان البدائي انه كان بيمشي حافي في الشارع .. و كان بياكل الخروف او الغزالة المشوية من غير ما يمسح بقه بالمنديل بعد كل قطمة .. و من غير ما يقوم يغسل الاطباق بعد الاكل ..

نفسي اصحى الصبح على صوت الديك .. و اخرج من الكوخ بتاعي ..اغسل وشي من مية البحيرة اللي ادام الكوخ .. واتمشي في الحدائق و الغابات اللي جنبي اجمع الخضروات و الفواكه و بيض الطيورفي سلة صغيرة من القش و اروح اعمل الفطار على النار اللي ادام الكوخ ..و بعدين اقضي بقيت اليوم

على المرجيحة اللي مربوطة بين شجرتين ..لحد ما معاد الغدا يجي ..اروح اصطاد ارنب ..ولا بلاش ارنب (هيصعب عليا ) .. اي حاجة و اكلها و انام في الهواء الطلق لحد بليل ما يجي اتفرج شوية على النجوم في السما و بعدين ادخل الكوخ ..

لما احب اصرخ بعلو صوتي اصرخ و لما احب اجري في اي حتة من غير سبب اجري .. عارفة ان في ناس هتقوللي و فين الهدف ؟؟ حياتك مش هيبقى ليها معني .. بس انا مش عايزة هدف.. و لا معني .. ولا تفكير ..ولا دوشة .. زهقت ..و تعبت

الجمعة، 31 أكتوبر 2008

البداية ..


لابد ان اتوقف هنا قليلا ..لأنظر الى بداية الطريق ، فالطريق الآن على وشك منحدر حاد سيكون السير فيه بقوة الجاذبية و قد لا تسنح الفرصة للتوقف و النظر الى البداية ..واذا لم يكن هناك منحدرا فهناك منعطفات .. و اذا لم تكن هناك منعطفات فقد يخفي ضباب النسيان تلك البداية لتصبح في غيب الزمان و المكان ..

ظننت ان التفكير في نهاية الطريق يعطي دفعة للسير بسرعة للوصول قبل الاخرين .. و لكني اكتشفت طريقا مختلفا تكون بدايته اهم من نهايته .. و آوله اغلى من آخره .. تسير فيه و تود لو تعود الى البدايه .. و لكنك تسير بل و تسرع لأنك خلقت لتسير فيه ..

اكتشفت شيئا مريبا .. هل بدأت انسى بعض الأشياء عن طفولتي فعلا ؟؟ نعم ، اتذكر معظم الاشياء بصعوبة الآن ، اغمض عيناي فأرى تلك الذكريات كصور فوتوغرافية صغيرة منثورة بين السحاب .. يبدو انني سرت مسافة طويلة فاصبحت البداية بعيدة جدا بحيث لا اراها بوضوح .. و سابتعد اكثر و اكثر .. حتى لا أراها اطلاقا .. كم سأفتقدها .. هل ستصبح الصور و الحكايات المتوارثة كافية انذاك ؟؟ لا أعتقد ..

لا ألوم عقلي .. فقد خلقه الله محدود القدرات .. اثقلته مشاكل الحاضر و خطط المستقبل فتخلى عن بعض ذكريات الماضي ..

هل قررت الذكريات الرحيل مبكرا .. فأنا ما زلت في بداية عقدي الثالث ؟؟ نعم لتفسح مجالا لذكريات جديدة فحاضري سيصبح ذكريات ..

لحظات ..فقط لحظات لأقف و التفت و ادقق النظر لأرى البداية مرة اخيرة قبل ان اواصل المسير ..