
لماذا هم بداخل الصندوق ؟ لم يكن صندوقا بل صفيحة قمامة كبيرة .. هل لانهم لم يعد مرغوبا فيهم ام لانهم يزيدون من ازدحام المنزل .. لم يكونوا يشعرون بالضيق لكونهم في الصندوق ..فقد اعتادوا على ذلك .. بل بالعكس ارتسمت على وجه كل منهم ابتسامة بريئة كتلك التي ترتسم على وجه اي طفل في مثل هذا العمر..
نعم اطفال داخل صندوق القمامة .. كانوا يلعبون و يلقي كل منهم الاخر بقطع من القمامة .. لا لم يكونوا يلعبون لقد كانوا يعملون .. انهم يعملون في اعادة تدوير الاشياء التي قد يعثرون عليها في صناديق القمامة.. طريقة بدائية (و في رايي غير ادمية) لاعادة التدوير..
لقد اكتشفت هؤلاء الاطفال عندما تكرر ان القي شيئا في ذلك الصندوق الكبير في طريق عودتي الي المنزل لاجد رأسا صغيرة تطل من الصندوق لترى من الذي قذف شيئا عليها حتى اني اصبحت اخاف ان ارمي شيئا في هذا الصندوق حتى لا اصيب احدهم بأذى..
انهم راضين رغم هذا لانهم لا يعرفون الى اي مدى هم محرومون من حقوقهم .. حقهم في النظافة و الصحة و التعليم ..لا اعرف ما الذي يمكننا فعله من اجلهم لكن اكثر ما استرعى انتباهي هو ذلك الرضا بتلك الحياة رغم كل صعوبتها و تلك الابتسامة البريئة....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق