الجمعة، 6 مارس 2009


"لعنة الفراعنة" عنوان كتاب معروف جدا لكاتبي المفضل "أنيس منصور" ،كان واضح من كل القصص اللي في الكتاب ده ان انيس منصور مصدق فعلا ان فيه حاجة اسمها لعنة الفراعنة ... انا عن نفسي مش مصدقة ان اللي حصللي في تالت ايام الرحلة كان تفسيره "لعنة الفراعنة" ... اصل الفراعنة دول كانوا طيبين و في حالهم .. هيعملوا لعنة ليه ؟؟و حتى لو في لعنة ... اشمعنى انا ؟؟

ابتدينا برنامج زيارات الاقصر ... و طبعا كان اول و اهم حاجة .. وادي الملوك ... ووادي الملوك ده موجود في "البر الغربي" وهو عبارة عن مقابر الملوك .. و طبعا موجود في البر الغربي عشان الشمس بتغرب هناك .. رمزا لانتهاء الحياة ...

نسيت اقول ان مايكل في اليوم اللي قبلها نبه علينا ان محدش يبعد عن بقيت المجموعة عشان في اعتقاد سائد في الصعيد ان عشان مقبرة تتفتح لازم يدبحوا على بابها انسان .. و بما ان الناس اللي بيعملوا القربان ده مش هيعرفوا يخطفوا شاب طول بعرض ففي الغالب بيخطفوا بنت و يدبحوها ... ربنا يبشره بالخير ... المهم اكد تاني على نفس الموضوع في الطريق لوادي الملوك ...

وادي الملوك منطقة جبلية .. من برة مافيهاش اي حاجة غير جبال و رمال ..المفروض التذكرة لدخول تلت مقابر بس (اجمل تلت مقابر) مش فيهم مقبرة توت عنخ (اشهر مقبرة لأنها المقبرة الوحيدة الكاملة )و عرفت بعدين ان دخول المقبرة دي لوحدها ب 150 جنيه... المقبرة الأولى مقبرة سيتي الثاني ... و مايكل كان واضح انه من اعداء المرأة فقاللنا ان كلمة "ست" يعنى المرأة جاية من "سيتي" اله الشر عند المصريين القدماء... ما علينا ...و مقبرة تانية مش فاكرة اسمها .. و مقبرة "تحتمس الثالث"... طبعا مش فاكرة او بمعنى اصح مش فاهمة معنى الرموز اللي شفتها في المقابر .. بس اهم حاجة " الألوان" اكثر من رائعة كأنها لسة مرسومة من كام سنة بس ...

البصمة الكبيرة لوادي الملوك في نفسي تركتها مقبرة جدو "تحتمس الثالث" الله يسامحه... سيادته مش لاقي حتى يدفن في غير في عمق الجبل ... يعني جبل بتطلعله بسلم طويل .. مواصفات السلم : طوييل ، شبه عمودي ،و ده يخوف اكثر، في فراغات واسعة بين درجاته و ده يخوف اكثر واكثر، و الدرابزين بتاعه عبارة عن حبل بس وده يخوف اكثر واكثر واكثر، ومع حد عنده فوبيا من الارتفاعات زي حالاتي.. الموضوع كان مأساة ... الحمد لله وصلت للقمة من غير ما اقع (طبعا ما بصتش تحت رجلي وانا طالعة والا كان زماني مش بكتب الكلام ده دلوقتي).... و جاءت الصدمة .. المفروض انزل الي طلعته ده بس جوة الجبل .. يعني كأنه بركان كدة ... تسلقته من برة و نزلت نفس المسافة بس جوة ...فضلت انزل وانزل .. كنت حاسسة اني بتخنق .. بس حب الاستطلاع ... ابتديت ادوخ .. مش مهم ... وصلت ... الحجرة الرئيسية في المقبرة كانت مليانة ناس .. كله بيسحب اكسجين و مفيش تجديد لأن احنا في عمق الجبل .. حسيت بنفس احساس حد لما تحط وشه تحت المية .. بتخنق .. لا انا بموت فعلا ... جريت بسرعة وحاولت اطلع بسرعة ..على السلم سمعت صوت جاي من بعييييد " مالك؟؟ امسكي نفسك يا ..." فتحت عيني لقيت وشوش كتير .. وسقف المقبرة ... وهواء .. هوااااء ... كل اللي كنت عايزاه ساعتها اني اتنفس ... بنتنفس 12-20مرة في الدقيقة ومش حاسسين بقيمة النعمة ... ركزت شوية ... ايه اللي بيحصل ده ؟ انا بايني كدة مرمية على الأرض ؟؟.... حاولت اقوم ... و بعد محاولات خرجوني من القبرة .. و ابتدت نفس الماساه .. النزول على السلم المرعب ... منك لله يا جدو "تحتمس"

مشينا من وادي الملوك ورحنا على معبد حتشبسوت و بعدين رحنا مصنع "الالاباستر" ... الالباستر ده حجر شفاف الى حد ما بيصنعوا منه تحف و اواني وهكذا .. الجميل ان في شحاتين كتير اوي جنب المصنع بيشحتوا بطريقة مبتكرة جدا.. يجوا ادامك و من غير ولا كلمة يحطوا في ايدك قطعة الاباستر من الجبل و يمشوا ... فيبقى ادامك حل من اتنين يا تحدفهم بيها و هم ماشيين يا تجري وراهم وتديهم اللي فيه النصيب و في الغالب بتعمل التانية لأن حالتهم يرثى لها فعلا ... و كمان الالاباستر حجر رقيق جدا في شكله ..

رجعنا النايل كروزو اتغدينا ونزلنا تاني عشان نروح عرض الصوت و الضوء بمعبد الكرنك ... معبد الكرنك معبد كبير جدا و فيه صالة اعمدة هائلة ... وكان مقر عبادة "آمون" -ستغفر الله العظيم - و فيه تمثال ل"جعران" دايما تلاقي الناس من كل الجنسيات بتلف حواليه 10 لفات ... سألنا و عرفنا ان الاسطورة بتقول ان اللي تلف حواليه 7 لفات تتجوز و 3 لفات تحمل ... طبعا لفينا عشان ناخد بركة الجعران ... لعل وعسى ..

عرض الصوت و ضوء كان جميل ولو انه كان بالعربية الفصحى اللي بترعقل موضوع الفهم عندي وهو اصلا معرقل ..

و انتهى اليوم التالت ... وروحنا بعد ما لفينا شوية في سوق الأقصرواحنا نفسنا بكرة مايجيش .. عشان بكرة كان هيبقى اخر يوم ..

هناك تعليق واحد:

mervat يقول...

ايه الرحله الرائعه دى ده انتى حببتينى فى أجدادنا الاشقيه دول فعلا كان عندهم إبداع فى كل شىء والمهم الحريه اللى كان حتى نفسه يدفن فى طاسه كان هيعملها مش زينا مش عارفين نبدع فى اى شئ المهم انك اتبسطى واستمتعتى ومتعتينى معاكى كأنى كنت معاكى وانت بتوصفى رحلتك الجميله بحبك يانانا