السبت، 11 ديسمبر 2010

و عجمي !

طالما احسست بوحشة رهيبة في هذا المكان البعيد ، بشوارعه الضيقة التي تفصل بين "فيلات" فخمة بعضها لفنانين و فنانات و مشاهير ، و بسكونه و صمته القاتل ، و بذلك الكلب الضخم المتوحش الذي يحرس الفيلا المجاورة للمكان الذي ننزل به ، والذي لا يحلو له النباح الا عند رؤيتي .... لا ادري ان كان متوحشا فعلا ام هي "فوبيتي" المعروفة من الكلاب.... ...
يبعد قليلا عن شاطئ هادئ يمكنك في الشتاء ان تكون الوحيد الواقف علىه... ممتع ان تسير على رمال مبللة ليس عليها اي اثار اقدام سوى اثار اقدامك ...في الصيف يكون مختلفا تماما ... بحيث لا يمكن ان تتصور انه نفس المكان ... فتجد اشخاص يسيرون في الشوارع-امر لايحدث ابدا في الشتاء-يحملون كراسي بلاستيكية مطوية و شمسيات ... واطفال يسيرون بلبس البحر حفاة الاقدام .... و اخرون يستأجرون الدراجات ... احد احلامي ان انجح في قيادة دراجة لمسافة تزيد عن متر!.... وشباب و فتيات يجلسون على سيارات "روشة" بها سماعات مزعجة جدا ...
رغم احاسيسي المختلفة تجاه هذا المكان الا انني افتقده بشدة ... لأول مرة منذ ان كنت بالصف الأول الثانوي يمر عام دون ان اقضي به بعض الايام .... الفضل يعود الى العام الخامس من كلية الطب ... تلك السنة الكبيسة التي تستمر منذ بداية شهر سبتمبر و تنتهي في شهر اكتوبر من العام التالي لتمحو بذلك مصطلح "اجازة الصيف" من قاموس حياة طالب الطب .... و لتفرض علي ان اذهب الى العجمي في الشتاء !
منظر حوض السباحة في الشتاء يكون اقرب لبركة او ترعة او مستنقع ... مزيج من اوراق الاشجار التي تناثرت من الاشجار المحيطة و مياة الامطار و الاتربة .... و ذلك الكلب اللطيف الذي لا يتوقف عن النباح طوال الليل ... و تظل المتعة الكبرى في ظل هذا الجو المريب هي ان نستيقظ في الصباح الباكر و يرتدي كل منا كل ما احضر معه من ملابس ليصبح شبه "الدبدوبة" و نركب السيارة .... و ننطلق الى الاسكندرية ... لا زحام ... تسير السيارة باقصى سرعتها لينعش هواء البحر "المثلج " و جوهنا اللتي لا يظهر منها سوى العينين ... فمن لا يغطي انفه بينما تسير السيارة بهذه السرعة في هذا الجو حتما سيصاب بالتهاب رئوي.... كم افتقد تلك الايام ... اطالب بحقي في اجازة ... حتى وان لم تكن صيفية ... لا مانع من اجازة شتوية مريبة في العجمي.... و عجمي !

ليست هناك تعليقات: