اعمى يقوده مجنون

اكيد معظم الناس عارفين مين الأعمى اللي يقوده مجنون .. القصة دي قريتها أول مرة زماااان أوي وعجبتني جدا .. و افتكرتها و انا بقرأ اول فصل من كتاب (ضربة في قلبك) بتاع أحمد رجب الذي يحمل نفس العنوان .. فقلت ادور عليها وافتكرها و اكتبها يمكن حد ميكونش لسة عارف مين الأعمى اللي يقوده مجنون ..

زماااااااان حين لم يكن على الارض انسان .. كانت الفضائل و الرذائل زهقانين (مش لاقيين حد يشتغلوه و يلعبوا بيه و يدخلوه في صراع مرير مع نفسه) .. فقال الابداع يللا نلعب استغماية ، فرح الجنون قوي و قال : انا اللي هبدأ .. أنا اللي هبدأ .. هغمض عيني و أعد وانتو تستخبوا .. ماشي ؟ واحد ، اتنين ، تلاتة .. و كل الفضائل و الرذائل جريت في كل حتة عشان تستخبى ..

الرقة لقت مكان فوق القمر ، و الخيانة استخبت في القمامة (هتقوللي جت منين قبل ما الانسان يتخلق هقول معرفش المخرج عايز كدة ) ، و الولع استخبى بين الغيوم ، و الشوق استخبى في باطن الأرض، و الكذب قال بصوت عالي انا هستخبى تحت الحجارة و بعدين استخبى في قاع البحيرة ..

و لسة الجنون شغال في العد : 95، 96 .. كل الفضائل والرذائل اختفت الا الحب هو الوحيد اللي معرفش يستخبى ، هو كدة ربنا خلقه كدة ، لما بيبقى موجود مبيعرفش يستخبى و حتى لما الانسان اتخلق معرفش يخبيه ..

المهم قرب الجنون على 100 راح الحب ناطط في شجيرة ورد و استخبى فيها .. الجنون فتح عينه و بدا يدور عليهم .. أول واحد اتكشف هو الكسل علشان مكلفش نفسه انه يدور على مكان يستخبى فيه ..و بعدين الرقة نزلت من القمر و الكذب طلع من البحيرة مقطوع النفس ، و الشوق خرج من باطن الأرض و الجنون لقاهم كلهم واحد ورا التاني ما عدا الحب .. اتضايق و كاد ان يحبط لولا اقترب منه الحسد وقالله :

الحب مستخبي في شجيرة الورد دي .. راح الجنون جايب رمح ليه سن مدبب و اعد يطعن شجيرة الورد بغباء علشان يطلع منها الحب .. و فجأة سمعوا صوت بكاء رقيق .. و ظهر الحب .. حاطط ايده على عنيه و الدم بينقط من بين صوابعة .. اتخض الجنون و قال : اللي انا عملته ده !!!! ازاي ممكن اصلح اللي انا عملته ؟ .. رد الحب : مش هتقدر ترجعلي بصري بس ممكن تكون دليلي و من يومها و الحب اعمى يقوده مجنون ..

خلاص الحب بقى أعمى و مبقاش ينفع يمشي من غير الجنون يعني ماينفعش حد يحب من غير ما يبقى مجنون .. لازم اللي بيحب يجنن نفسه و يجنن اللي بيحبه.