السبت، 26 يوليو 2008

معنى كبير في شئ صغير

تسللت من وسط الزحمة .. ورحت اتفرج عليه شوية .. بصراحة كان احلى من أي طفل اتولد النهاردة .. مامته سمته "عمر" .. وقفت جنبه .. وكان نفسي يبصلي لكن بصاته كانت غير محددة الاتجاه كان بيبص في كل حتة بيحاول يكتشف العالم الجديد اللي خرجناه ليه .. و يمكن مكنش عايز يبصلي عشان كان فاكرني شاركت في احضاره للعالم الغريب مع اني والله مليش دعوة انا كنت واقفة بتفرج بس..


-"عمر " ازيك يا بطة .. welcome to our world


قلتله كدة وانا بحاول اخليه يبصلي باي طريقة .. معبرنيش برده و بدأ يعيط


-يابختك يا سيدي ..


مش عارفة قلتله يابختك ليه .. يمكن عشان لسة معملش ولا ذنب في حياته .. يا سلاااااااااااام لو الواحد يرجع طفل تاني و يكبر من غير ما يعمل ولا ذنب في حياته .. وللا يمكن يا بخته عشان لسة صغير و مش فاهم حاجة .. أصل لما الواحد بيكبر بيفهم حاجات كتيييير .. بيفهم يعني ايه مسئولية و انه لازم هيشيلها شاء او ابى .. بيفهم يعني ايه فراق وانه طول ماهو عايش هيبعد عن ناس بيحبهم لأن الدنيا و الظروف كدة دايما بتفرق الناس عن بعضها .. بيفهم يعني ايه موت وانه بعد ما عمل حاجات كتيرة حلوة في الدنيا و حب الحاجات الحلوة اللي هو عملها هيسيبها كلها زي ما هي و يعود من حيث اتى (العدم)..


سرحت في كلامي مع سي "عمر" و فجأة انتبهت لحاجة مهمة جدا .. الولد سبحان الله بدأ يبصلي بتركيز شديد جدا بعد ما كنت هتجنن عشان يبصلي .. يا ترى ليه .. ممكن يكون بشكل ما حاسس بالكلام .. اكيد لأ طبعا لأنه اصلا مش فاهم هو بيبص لأيه عشان يفهم الكلام ..


لمست ايديه الصغيرتين .. و نظرت لصوابعه الصغيرة الجميلة لأسرح مرة أخرى .. يا ترى كمان اربع سنين هيبقى شكله عامل ازاي .. طيب كمان عشرين سنة .. مرة تانية انتبهت على صوت أنين امه (عادي يعني واحدة لسة والدة ) بالمناسبة يعني أنا اكتشفت ان الستات بيصرخوا وهم بيولدوا عشان جرت العادات والتقاليد على كدة .. محافظة على الشكل الكلاسيكي للولادة .. زي بالظبط ما الأطفال اتعودوا يغنوا نشيد بلادي في طابور الصباح .. بدأ "عمر " في البكاء متخذا أمه قدوة في ذلك ..


-بس يابني ربنا يهديك خلينا نكمل كلامنا ..


مفيش فايدة المرادي يظهر زهق و حسيت انه بيقوللي : انتي فايقة ورايقة سيبيني في الهم اللي انا فيه .. معاه حق بصراحة الراجل بردان و بيترعش وجعان و انا عماله اكلمه في كلام فاضي .. سيبته في حاله وقمت القي نظرة على باقي الحالات لعلي اتعلم شيئا .. ولكن ما زالت في بالي فكرة .. لو قدر لي ان اكون دكتورة نسا هاسأل على اي طفل جببته هنا (الدنيا) بعد عشرين سنة علشان أشوف الدنيا عملت فيه ايه..

سبحان الله بجد الدنيا زي مسرح ، أول ما بيترفع الستار الكل بيفرح و يصفق ، و يبدأ البطل في لعب دوره ، و دوره ده بيعجب الناس في كل فصل من فصول المسرحية عشان سبب مختلف ،في الفصل الأول بتعجبهم البراءة والنقاء و الفطرة ، و في الفصل التاني بتعجبهم القوة و الانطلاق و الحماس و المشاعر ، و الفصل التالت بيعجبهم المركز و السلطة والفلوس و الوقار و تخلص المسرحية و ينزل الستار .. ممكن ناس تعيط عشان المسرحية خلصت و بطلها اختفى .. و ممكن ناس تصفق عشان كانت عارفة ان المسرحية كدة كدة هتخلص ..بس الانسان مبيعرفش قيمة الحياة الا لما بيفوت منها كتير .. و لو بجد عايز تعرف قيمة الحياة بص لطفل صغير..







هناك 5 تعليقات:

Dr Nemo يقول...

موضوع جميل جدا
بسم الله ما شاء الله

Dr.yassmin يقول...

شكرا يا dr nemo .. :)

... amr يقول...

عقبال اولادك يا ياسووو :)) ...

skypilot يقول...

what a simple touching topic...
wow..

mervat يقول...

cحقيقى دموعى نزلت وأنا بقرأ أحاسيسك جميله ومشاعرك رقيقه وإيمانك قوى ربنايقوى ايمانك ويعطيكى الخير ويرزقك من الحكمه الكثير قال تعالى من أوتى الحكمه فقد أوتى خيرا كثيرا صدق الله العظيم بحبك ياأحلى بنوته